روبير بيريس هو واحد من أبرز اللاعبين الفرنسيين في تاريخ كرة القدم، ويعتبر من أساطير منتخب “الديوك” الذي حقق العديد من الإنجازات الكبيرة على الساحة الدولية. وُلد بيريس في 29 أكتوبر 1973 في مدينة فيتري-سور-سين الفرنسية، وبدأ مشواره الكروي في عالم كرة القدم منذ سنواته المبكرة، ليصبح في النهاية أحد أعمدة كرة القدم الفرنسية والأوروبية.
بداياته في عالم كرة القدم
بدأ بيريس مسيرته الكروية في فرق الشباب المحلية قبل أن ينتقل إلى الفريق الأول في نادي “كان” الفرنسي في عام 1993. كان في البداية يلعب في مركز الجناح، وهو الدور الذي سيظل مرتبطًا به طوال مسيرته. لم يستمر في “كان” طويلًا، حيث لفت الأنظار سريعًا بسبب سرعته ومهاراته الفنية العالية، مما دفع الأندية الكبيرة إلى الاهتمام به.
في عام 1998، انتقل بيريس إلى نادي “مارسيليا” الفرنسي، حيث أصبح أحد أبرز اللاعبين في الدوري الفرنسي. في هذه الفترة، أظهر بيريس براعته في تمريراته الدقيقة، وقدرته على المراوغة والتهديف، وكان له دور كبير في تألق الفريق المحلي. في موسم 1998-1999، سجل بيريس أهدافًا رائعة وأثبت أنه واحد من أفضل اللاعبين في الدوري الفرنسي. هذه الفترة كانت بمثابة انطلاقته نحو النجومية على مستوى الأندية.
الانتقال إلى إنجلترا وبداية العهد الإنجليزي
في عام 2000، قرر بيريس خوض تجربة جديدة خارج فرنسا، حيث انتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحديدًا إلى نادي “أرسنال” الإنجليزي. كان هذا الانتقال أحد اللحظات الحاسمة في مسيرته، حيث انضم إلى “أرسنال” تحت قيادة المدرب الفرنسي أرسين فينجر، الذي كان له دور كبير في تطوير مهارات بيريس. في “أرسنال”، أصبح بيريس جزءًا من الفريق الذهبي الذي حقق العديد من الألقاب المحلية والدولية.
خلال السنوات التي قضاها في أرسنال، أصبح بيريس رمزًا للتميز الكروي، حيث أظهر إمكانيات فنية عالية وتمكن من بناء شراكات رائعة مع زملائه في الفريق مثل تييري هنري، دينيس بيركامب، وفريدي ليونبرغ. كانت مساهماته كبيرة في العديد من البطولات التي فاز بها الفريق، مثل الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي.
واحدة من أبرز اللحظات التي يتذكرها عشاق “أرسنال” هي موسم 2003-2004، عندما كان الفريق بقيادة أرسين فينجر يتألق بشكل مذهل في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث حققوا لقب الدوري دون خسارة أي مباراة، وهو الإنجاز الذي لم يتكرر في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. كان بيريس جزءًا لا يتجزأ من هذا الفريق، وساهم بأهدافه وصناعته للعديد من الفرص في هذا الإنجاز التاريخي.
النجاح الدولي مع منتخب فرنسا
مسيرة روبير بيريس مع منتخب فرنسا كانت مليئة بالإنجازات الكبيرة التي جعلت منه واحدًا من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم. بعد ظهوره الأول مع المنتخب في عام 1996، أصبح بيريس أحد العناصر الأساسية في تشكيلة “الديوك”. كانت بداية مسيرته الدولية موفقة، حيث ساهم بشكل كبير في تأهل فرنسا إلى نهائيات كأس العالم 1998 التي استضافتها فرنسا.
كان بيريس جزءًا أساسيًا من الفريق الذي فاز بكأس العالم 1998 في فرنسا، حيث لعب دورًا حيويًا في خط الوسط، وكان له دور مهم في التمريرات الحاسمة والقدرة على السيطرة على المباريات. هذا اللقب كان بداية حقبة ذهبية لكرة القدم الفرنسية على الساحة العالمية، واستمر النجاح مع الفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية 2000، حيث قدم بيريس أداءً مميزًا وساهم في تألق منتخب بلاده. كما كان جزءًا من الفريق الذي فاز بكأس العالم 2006، رغم أن البطولة كانت قد انتهت بخروج منتخب فرنسا في المباراة النهائية ضد إيطاليا.
الانتقال إلى إسبانيا والخاتمة
بعد سنوات ناجحة في “أرسنال”، انتقل بيريس إلى نادي “فياريال” الإسباني في عام 2006. في “فياريال”، واصل بيريس تقديم مستوياته الرائعة على الرغم من تقدمه في السن. كان له دور بارز في مساعدة الفريق على التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، كما واصل تسجيل الأهداف وصناعة الفرص. لعب بيريس في “فياريال” حتى عام 2010، ليعلن بعدها اعتزاله اللعب الدولي بشكل نهائي.
أسلوب اللعب والإرث الكروي
يتميز روبير بيريس بقدرات فنية مدهشة في الملعب، حيث كان من أبرز لاعبي الجناح في عصره. يتميز بالتمريرات المتقنة والقدرة على تغيير مجرى المباريات بلمساته الذكية ومراوغاته، فضلاً عن تميزه في التهديف. من أبرز ملامح أسلوبه أنه كان يمتلك قدرة كبيرة على المراوغة بفضل سرعته ومهاراته الفنية، وكان يعتبر أحد اللاعبين الذين يجلبون الإثارة في أي مباراة يخوضونها.
كان أيضًا يملك قدرة غير عادية على تسديد الركلات الحرة، مما جعله من بين أفضل اللاعبين في هذا المجال. كما أنه كان يجيد الهجوم والعودة للدفاع بكفاءة، وهو ما جعله أحد العناصر المهمة في الفرق التي لعب لها.
حياة ما بعد كرة القدم
بعد اعتزاله كرة القدم، انتقل بيريس إلى العديد من الأنشطة المرتبطة بالرياضة. عمل كخبير تحليلي في بعض وسائل الإعلام، وشارك في الأعمال الخيرية التي تعزز الرياضة للشباب في فرنسا. كما أن بيريس كان حريصًا على دعم بعض المشاريع التي تعنى بتطوير المواهب الشابة في عالم كرة القدم، ويعتبر قدوة لكثير من اللاعبين الشبان الذين يتطلعون إلى الوصول إلى أعلى المستويات.
الخلاصة
روبير بيريس هو بلا شك واحد من أعظم لاعبي كرة القدم في جيله، وواحد من الأساطير الذين ساهموا في تاريخ كرة القدم الفرنسية. بفضل موهبته الكبيرة، وتأثيره الفعال في المباريات الكبرى، وإنجازاته مع الأندية والمنتخب، سيظل اسم روبير بيريس عالقًا في أذهان عشاق كرة القدم لسنوات طويلة. إن مسيرته ليست مجرد سلسلة من البطولات، بل هي أيضًا قصة لاعب سعى دائمًا لتحقيق التفوق في كل مرحلة من مراحل مسيرته، وترك بصمة لا تُنسى في عالم كرة القدم.
